الأسباب وراء الهجرة العربية إلى أمريكا

من خلال اللمحة التاريخية الموجزة عن موجات الهجرة العربية عبر العصور، نجد أنه من الضروري فهم سبب هجرة العرب في القرن الحادي والعشرين إلى الولايات المتحدة. فهذا سيساعدك أنت أيضاً في اتخاذ خطوات مستنيرة بشأن القرارات الحاسمة التي يجب اتخاذها عندما تمضي في طريق الهجرة.

• الملجأ والإغاثة:

 ابتليت العديد من الدول العربية بحروب مستمرة رافقها انعدام الأمن وبروز مشاكل الإرهاب التي حرمت المواطنين من السلام والاستقرار. لهذا السبب، فرّ العديد من العرب من بلادهم طلباً للجوء في الولايات المتحدة من أجل الاستقرار والأمان.

وأرسلت عائلات عربية أخرى أطفالها إلى الولايات المتحدة لإبعادهم عن الاضطرابات وانعدام الأمن في دولهم ولكي تفتح لهم أبواب حياة أفضل من تلك التي قد يعيشونها فيما لو بقوا في بلدانهم الأصلية.

• انخفاض نسبة العمالة مقارنة بعدد السكان

في الوقت الحالي، يعاني العرب من انخفاض نسبة العمالة مقارنة عدد السكان، مما يعني أن الكثير من الخريجين والعمال المهرة يتنافسون للحصول على وظائف متدنية. ويستمر هذا الوضع بالتفاقم ويزداد سوءاً مع زيادة عدد سكان الدول العربية.

مع بلوغ نسبة التوظيف إلى عدد السكان في شمال أفريقيا والشرق الأوسط 46.6 و45.4 في المائة على التوالي في عام 2010، فمن الواضح أن هذا الرقم سيستمر في الانخفاض مع مرور السنين. لهذا يهاجر الكثير من العرب إلى الولايات المتحدة. للعثور على وظائف مناسبة تساعدهم في تحسين مستوياتهم المعيشية وفي الحفاظ على الاستقرار غير المتاح في بلدانهم الأصلية.

• عدم وجود بيئة مواتية لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة:

شهد مجال ريادة الأعمال وإنشاء الشركات الصغيرة ارتفاعاً عالمياً يتصدره جيل الألفية وصغار السن الذين تركوا سوق العمل واتجهوا صوب أهدافهم الخاصة. لكن التحدي الذي يواجه المجتمع العربي يمنعه من مواكبة هذه الطفرة.

هناك روح ريادية ضعيفة يغذيها نقص المعرفة ودعم البيئة المحيطة. فمن دون وجود الدعم البيئي والحكومي المناسب لتأسيس اقتصاد حاضن للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والشركات المتوسطة الحجم، يجعل مسؤولية الحفاظ على تلك الشركات واقفة في ظل بيئة مرهقة ومليئة بالتحديات تقع على عاتق مؤسسيها وحدهم.

هذا الضغط هو سبب إغلاق العديد من الشركات الصغيرة والشركات الناشئة والمتوسطة الحجم بعد سنوات قليلة من إطلاقها.

• التعليم:

جودة التعليم هي سبب آخر لهجرة العديد من العرب إلى الولايات المتحدة. فنظراً لأن المتطلبات والمؤهلات التعليمية للحصول على وظائف ذات رواتب عالية وبدء وظائف في مجالات معينة تتطلب تعليماً مكثفاً ومؤسسات تعليمية عالية الجودة، فإن العديد من العرب يهاجرون إلى الولايات المتحدة أو يرسلون أطفالهم للدراسة في الولايات المتحدة لاكتساب المعرفة اللازمة من أجل تحسين حياتهم.

 على الرغم من كونه مكلفاً، يبقى التعليم هو الغاية الأولى للعديد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة حيث يمكنهم الحصول على عمل بسهولة بعد تحصيل الشهادة ومن ثم التقدم للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية.